فإنَّ «ذَاتَ»
تأنيثُ ذُو، وهو يُستعمل مضافًا يُتوصَّل به إلى الوصف بالأجناس؛ فإذا كان الموصوف
مذكرًا قيل: ذو كذا، وإن كان مؤنثًا قيل: ذاتُ كذا، فإن قيل: أُصيب فلانٌ في ذات
الله فالمعنى في جهته ووِجهته؛ أي: فيما أمر به وأحبه ولأجله، ثم إن الصفاتِ لما
كانت مضافة إلى النفس فيُقال في النَّفْس أيضًا: إنها ذات علم وقدرة ونحو ذلك،
فحذفوا الإضافة وعَرَّفوها فقالوا: الذات الموصوفة؛ أي: النفس الموصوفة.
ثم تطرق الشيخ
رحمه الله إلى البحث في الصفات؛ هل هي زائدة عن الصفات أو لا؟ وذكر الخلاف في ذلك
مطولاً مما لا يتسع المجال لذكره هنا، وقد تبين - مما سبق اقتباسُه - أن علم
الكتاب والسُّنة هو العلم الصحيح المفيد لليقين، لا قواعدُ المتكلِّمين؛ لأن علم
الكتاب والسُّنة تنزيل من حكيم حميد وقواعد المتكلِّمين من وَضْع البشر
وتَخَرُّصاتهم فلا يجوز الاعتماد عليها في أسماء الله وصفاته ودينه وشرعه؛ لأنها
كثيرًا ما أوقعت في أوهام، وقد ضَمِن الله سبحانه وتعالى الهداية لمن تمسَّك
بكتابه وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ﴾ [الإسراء: 9] ،
وقال في حق نبيه: {وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ
رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ
وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ
وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٥٢ صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ
٥٣﴾ [الشورى: 52- 53]
، وقال تعالى: {فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123] ، جعلنا الله من المتمسكين بهَدْي
كتابه وسُنة نبيه.
***
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد