×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

وتحكيم الله ورسوله؛ كقوله: {وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ [النور: 48] ، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ [النساء: 61] .

وأَمَر عند التنازع بالرد إلى الله والرسول، فقال: {أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59] ، وجعل المغانم لله والرسول فقال: {يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ [الأنفال: 1] ونظائر هذا متعددة.

فتعليق الأمور من المحبة والبَغْض والمُوالاة والمُعاداة والنُّصرة والخذلان والموافقة والمخالفة والرضا والغضب والعطاء والمنع بما يخالف هذه الأصول من تسويغ التدين بغير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتسويغ النجاة والسعادة بعد مبعثه بغير شريعته، أو التعلق بالانتساب والقبائل والأجناس العربية والفارسية والرومية والتركية والأمصار والبلاد، أو التعلق بالأنساب إلى بعض الطوائف والأشخاص، أو بعض المذاهب أو نحو ذلك؛ كل ذلك من أمور الجاهلية المُفرِّقة بين الأمة، وأهلها خارجون عن السُّنة والجماعة داخلون في البدع والفُرقة.

ودين الله تعالى أن يكون رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو المُطاع أمره ونهيه المتبوع في محبته ومعصيته ورضاه وسخطه وعطائه ومنعه ومُوالاته ومُعاداته ونَصْره وخذلانه، ويُعطى كلُّ شخص أو نوع من أنواع العالَم من الحقوق ما أعطاهم إياه الرسول؛ فالمُقرَّب مَن قَرَّبَه والمُقصى مَن أقصاه، والمُتَوَسِّط مَن وَسَّطَه، ويحب من هذه الأمور - أعيانها وصفاتها - ما يحبه تعالى ورسوله منها، ويكره منها ما كرهه الله ورسوله منها، ويترك منها - لا محبوبًا ولا مكروهًا - ما تركه الله ورسوله كذلك، ويُؤمر منها


الشرح