×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

وقد كان أولهم خرج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى قسمة النَّبيّ قال: يا محمد، اعدل؛ فإنك لم تعدل! فقال له النَّبيّ صلى الله عليه وسلم «لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ»، فقال له بعض أصحابه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَقْوَامٌ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ وَقِرَاءَتُهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ» ([1]) الحديث.

فكان مبدأ البدع هو الطعن في السُّنة بالظن والهوى، كما طعن إبليس في أمر ربه برأيه وهواه.

ثم تكلم الشيخ رحمه الله عن: تكفير أهل البدع، وما دار فيه من خلاف وتفصيل إلى أن قال: وفَصْل الخطاب في هذا الباب بذكر أصلين:

أحدهما: أن يُعلم أن الكافر في نفس الأمر من أهل الصلاة لا يكون إلاَّ منافقًا..، وتكلمَ عن المنافقين.

ثم قال: والأصل الثاني: أن المقالة تكون كفرًا كجَحْد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحليل الزنا والخمر والمَيْسِر ونكاح ذوات المحارم، ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب؛ كمن هو حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام؛ فهذا لا يُحكم بكفره إذا لم يعلم أنه أُنزل على الرسول.

ومعنى كلام الشيخ أن: من جحد حُكْمًا مُجْمَعًا عليه وقد بَلَغه ما أُنزل على الرسول فيه أنه يُحكم بكفره؛ لأنه قد قامت عليه الحُجَّة وانقطعت مَعْذِرَته.

***


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2969)، ومسلم رقم (1063).