×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 السماوات، وأنه لا يُرى في الآخرة، وأنه لا يتكلم ولا يحب، ونحو ذلك مما كذَّبوا به الله ورسوله، أو كانت من صفات الإثبات والتمثيل؛ مثل من يزعم أنه يمشي في الأرض أو يجالس الخلق أو أنهم يرونه بأعينهم، أو أن السماواتِ تَحْويه وتحيط به، أو أنه سار في مخلوقاته، إلى غير ذلك من أنواع الفِرْيَة على الله.

وكذلك العباداتُ المبتدَعة التي لم يَشْرَعها الله ورسولُه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ [الشورى: 21] ؛ فإن الله شَرَع لعباده المؤمنين عباداتٍ، فأحدث لهم الشيطان عباداتٍ ضاهاها بها؛ مثل أنه شرع لهم عبادة الله وحده لا شريك له فشرع له شركاء، وهي عبادة ما سواه والإشراك به، وشرع لهم الصلوات الخمس وقراءة القرآن فيها والاستماع له والاجتماع لسماع القرآن خارج الصلاة أيضًا؛ فأول سورة أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم : {ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ [العلق: 1] ؛ أمر في أولها بالقراءة، وفي آخرها بالسجود بقوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩ [العلق: 19] ، ولهذا كان أعظم الأذكار التي في الصلاة قراءةُ القرآن، وأعظم الأفعال السجودُ لله وحده لا شريك له، وقال تعالى: {وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78] ، وقال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأعراف: 204] ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدًا منهم أن يقرأ القرآن والباقي يستمعون، وكان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى رضي الله عنهما : ذَكِّرنا ربنا ([1])! فيقرأ وهم


الشرح

([1])أخرجه: الدارمي رقم (3536)، والبيهقي في «الشعب» رقم (55)، وابن حبان رقم (7196).