مستمعون، ومر
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بأبي موسى رضي الله عنه وهو يقرأ فجعل يستمع لقراءته
فقال: «يَا أَبَا مُوسى، مَرَرَتُ بكَ
الْبَارِحَةَ فَجَعَلْتُ أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ»، قال: لو علمت لحَبَّرته
لك تحبيرًا ([1])، وقال: «لَلَّهُ
أَشَدُّ أُذُنًا - أي: استماعًا - إِلَى رَجُلٍ يُحْسِنُ الصَّوْتَ بِالْقُرْآنِ
مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» ([2]).
وهذا هو سماع المؤمنين
وسَلَف الأُمة وأكابر المشايخ؛ كمعروف الكَرْخيّ والفُضَيْل بن عِيَاض وأبي سليمان
الداراني ونحوهم، وهو سماع المشَايخ المتأخرين الأكابر؛ كالشيخ عبد القادر والشيخ
عدي بن مسافر والشيخ أبي مدين وغيرهم من المشَايخ .
وأما المشركون
فكان سماعهم كما ذكره الله تعالى في كتابه بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ
إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الأنفال: 35] ، قال السَّلَف: المُكَاء:
الصَّفِير، والتَّصْدِية: التصفيق باليد؛ فكان المشركون يجتمعون في المسجد الحرام
يصفقون ويصوتون، يتخذون ذلك عبادة وصلاة، فذمَّهم الله على ذلك وجعل ذلك من الباطل
الذي نهى عنه؛ فمن اتخذ نظير هذا السماع عبادة وقُرْبة يتقرب بها إلى الله فقد
ضاهى هَؤُلاء في بعض أمورهم، وكذلك لم تفعله القرون الثلاثة التي أثنى عليها
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ولا فعله أكابر المشَايخ.
وأما سماع الغناء على وجه اللعب فهذا من خصوصية الأفراح للنساء والصِّبيان كما جاءت به الآثار؛ فإن دين الإسلام واسع لا حرج فيه.
([1])أخرجه: الحاكم رقم (5966)، وأبو يعلى رقم (7279)، والبيهقي في «الشعب» رقم (2366).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد