وزراء الإسلام،
ولهذا كان له من العناية بالإسلام والحديث ما ليس لغيره.
ثم تكلم الشيخ
رحمه الله عن رجوع بعض أهل الضلال إلى مذهب أهل السُّنة فقال: وما يوجد من إقرار
أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال، ومن شهادة أئمة
الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد
من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السُّنة وعجائزهم كثير، وأئمة السُّنة والحديث
لا يرجع منهم أحد؛ لأن الإِيمَان حين تخالط بشاشته القلوب لا يَسَخَطُه أحد.
وكذلك ما يوجد
من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال، وهم لا يشهدون لأهل
البدع إلاَّ بالضلال، وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح
من الأخرين وأقرب إلى الحق.
ثم قارن الشيخ رحمه الله بين ما عند أهل السُّنة من عيب وما عند أهل الكلام - ليتبين الفرق الواضح بين الفريقين - فقال: وإذا قابلنا بين الطائفتين - أهل الحديث وأهل الكلام - فالذي يعيب بعض أهل الحديث وأهل الجماعة بحَشْو القول إنما يعيبهم بقلة المعرفة أو بقلة الفهم؛ أما الأول فبأن يحتجوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة أو بآثار لا تصلح للاحتجاج، وأما الثاني فبأن لا يفهموا معنى الأحاديث الصحيحة، بل قد يقولون القولين المتناقضين ولا يهتدون للخروج من ذلك، ولا ريب أن هذا موجود في بعضهم؛ يحتجون بأحاديث موضوعة في مسائل الأصول والفروع ويذكرون من القرآن والحديث ما لا يفهموا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد