×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

مقدمة فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن

عبد الله الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم، الحَمدُ لله وَحْده، والصَّلاَة والسَّلام عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْده، نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآله وصحبه، وبَعْد:

فإنَّ «مَجْموع فتاوى شيخ الإِسْلاَم ابن تيمية» مرجعٌ عظيمٌ من مَرَاجع الإِسْلاَم.

وثروةٌ هائلةٌ من فقه الكتاب والسُّنَّة عَلَى مَنْهج السَّلف الصَّالح في سائر العلوم الشَّرعيَّة؛ أيقظَ الله به الأُمَّة من رَقْدَتها، وأَقَامها من كَبْوتها بعد ما تَرَاكمَتْ عليها رُكَاماتٌ من الشِّركيَّات والبدعيَّات والخُرَافات والتَّقليد الأعمى - إلاَّ مَنْ رحم الله منها - وبَعْد ما طغى عَلَيْها تيَّارُ الفكر الغربيِّ، والمَنْهجُ الفَلْسفيُّ، والسُّلوكُ الصُّوفيُّ، ولكن يأبى الله إلاَّ أن يتمَّ نوره ولو كَره الكافرون، فَقيَّض الله لها المُجدِّدين الَّذِينَ يَبْعثهم الله عَلَى رأس كلِّ مائة سنةٍ ليُجدِّدوا لها دينها؛ كَمَا جاء ذَلِكَ في الحَديث ([1])، ومن هَؤُلاَءِ شيخ الإِسْلاَم ابن تيمية.

ولَيْسَ هَذَا من جُزَاف القول والإطْرَاء في المديح، وَلكنَّه الحقيقة المَاثلَة في كُتُبه الَّتِي منها هَذَا المجموع العَظيم، وَقَد اقتبستُ منه ممَّا يتعلَّق بالعقيدة هَذِهِ الأضواءَ الَّتِي دَوَّنتها في هَذَا الكتاب الَّذِي هو بَيْن يدي القارئ لِتَكونَ مُقرِّبةً لأَهَمِّ محتوياته، ولتَشْحذَ همَّة القارئ إِلَى


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4291)، والحاكم رقم (8592)، والطبراني في «الأوسط» رقم (6527).