ومن مظاهر موالاة
الكفار: تشييع جنائزهم، وتولي دفنهم، وإلقاء الزهور على قبورهم أو دفنهم في مقابر
المسلمين- وقد قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الممتحنة: 13].
وهذا يشمل حمل جنازة
الكافر وتشييعه أو تكفينه أو الصلاة عليه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ
أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾ [التوبة: 84].
ومن مظاهر موالاة
الكفار: الترحُّمُ على أمواتهم، والاستغفار لهم، وقد نهى الله عن ذلك فقال: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ
أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ
ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113].
ومن مظاهر موالاة
الكفار: ما ابتلي به كثيرٌ من المسلمين اليوم من استقدامهم إلى بلاد المسلمين
وبلاد الحرمين بصفة عمالٍ وسائقين ومستخدمين، وإدخالهم في بيوت المسلمين وبين
عوائلهم وتسكينهم بجوار المساجد حتى يتكون منهم مظهرٌ سيءٌ حين تقام الصلاة وهم
يتجمهرون في الشوارع، فيراهم الكسالى من المسلمين وشبابهم فيقتدون بهم ولا يحضرون
الصلاة، مع ما يُخشَى من أنهم يأتون دعاة إلى كفرهم وعقائدهم ويحاولون تغيير عقائد
أولاد المسلمين، إلى غير ذلك من المحاذير الشديدة.
فيا من تستقدمون العمال، ويا أصحاب مكاتب الاستقدام اتقوا الله تعالى، لا تجلبوا على المسلمين وبلاد المسلمين شرًا تتحملون إثمه وتأكلون في مقابله أموالاً حرامًا، وإذا اضطررتم إلى الاستقدام فاستقدموا من المسلمين الصالحين، وهم كثيرٌ والحمد لله وفيهم الكفاية، ولكن الأمر يحتاج إلى اهتمامٍ ومراقبةٍ لله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد