×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

فهؤلاء أتعبوا أنفسهم في العمل والخشوع، وكانت عاقبتهم النار الحامية، لأن عملهم على غير أساسٍ من الشرع الإلهي.

ولما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض الرهبان من النصارى بكى، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قوله تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤} [الغاشية: 2- 4].

ومن مفاسد البدع: أنها تفرق جماعة المسلمين وتجعل المسلمين شيعًا وأحزابًا، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ} [الأنعام: 153].

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا، فَقَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللهِ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ تَلاَ: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]» ([1]).

ومن مفاسد البدع: أنه تكسل صاحبها عن فعل السنن. بل إن المبتدع يبغض السنن، ولهذا تجد المبتدعة من أكسل الناس في أداء الواجبات وإحياء السنن، وإنما نشاطهم في إحياء البدع وإقامتها..

وتجد المبتدعة دائمًا يبحثون عن الأحاديث الموضوعة والأحاديث الضعيفة والحكايات المخترعة التي تؤيد بدعتهم، ويتركون الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة التي تدل على بطلان ما هو عليه، أو يؤولونها بغير معناها الصحيح، وإذا لم يجدوا ما يستندون إليه من الأحاديث الموضوعة احتجوا بعمل فلانٍ وبما ذكر في الكتاب الفلاني.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (208)، أحمد رقم (4437).