وقد اعتاد بعض الناس
أداء العمرة في شهر رجب ويظنون أن للعمرة فيه مزية وفضيلة على العمرة في غيره من
الشهور، وهذا خطأٌ، فإن الوقت الفاضل لأداء العمرة أشهر الحج وشهر رمضان وما عداها
من الشهور فهي سواءٌ في ذلك.
قال ابن سيرين: ما أحدٌ
من أهل العلم يشك أن عمرةً في أشهر الحج أفضل من عمرةٍ في غير أشهر الحج، قال:
ولما ذكر ابن القيم عدد العمر التي اعتمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها
كلها وقعت في أشهر الحج، قال: وهذا دليلٌ على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه
في رجب بلا شكٍّ.
وأما المفاضلة بينه،
أي: الاعتمار في أشهر الحج- وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر، وقد صح أنه أمر أم
معقل لما فاتها الحج معه أن تعتمر في رمضان، وأخبرها أن «عمرةً في رمضان تعدل
حجةً»، وأيضًا فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع، ولكن الله
لم يكن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها،
فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره، وهذه الأشهر قد خصها الله
تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتًا لها.
والعمرة حج أصغر
فأولى الأزمنة بها أشهر الحج... انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
ومعناه: أن الوقت
الفاضل لأداء العمرة حسب الأدلة هو أشهر الحج وشهر رمضان، وما عدا هذه الأشهر من
بقية السنة فلا فضل لبعضه على بعضٍ في أداء العمرة، لا في رجب ولا في غيره، فلا
داعي لتحري العمرة في رجب دون غيره وتخصيصه من بين الشهور بالعمرة فيه فهو يحتاج
إلى دليلٍ، ولا دليل على ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد