ومما أُحدِث في شهر
رجب من البدع الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين منه،
فيجتمعون في المساجد ويلقون الخطب والمحاضرات، ويضيئون المنارات والشوارع بأنواعٍ
خاصةٍ من الأنوار الكهربائية، ويُبث ما يجري في هذه الاحتفالات من خلال الإذاعات
لتبليغها لمن لم يحضرها حتى يقتدي بهم غيرهم في ذلك، ولا شك أن الإسراء والمعراج
آيتان عظيمتان ونعمتان كبيرتان قد نوه الله بشأنهما في كتابه الكريم، فيجب علينا
الإيمان بهما وشكر الله على ما أكرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراه من آياته
في الإسراء والمعراج، وما أكرم الله به أمته من فرض الصلوات الخمس فيهما..، وهي
خمس صلواتٍ في العمل وخمسون صلاةٍ في الميزان والأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
فواجبنا أن نحمد
الله ونشكره على ذلك، وذلك بطاعته وطاعة رسوله وأداء فرائض الله.
أما إقامة هذه
الاحتفالات فهي كفرٌ بهذه النعمة؛ لأنها بدعةٌ، «وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»
([1]) والبدعة معصيةٌ لله
ولرسوله تُبعِد عن الله وتصد عن دين الله.
والدليل على أن ذلك بدعةٌ أنه عمل لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الكرام، ولا القرون المفضلة في الإسلام، وإنما حدث هذا بعدهم على أيدي الجهلة والطغام، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) ولأن هذه الليلة التي حصل فيها
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد