وجهاد النفس يكون
بمحاسبتها ومخالفتها، وفي الحديث: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ
لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا،
وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَْمَانِيَّ» ([1]) ومعنى (دان نفسه):
حاسبها...
وعن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه
أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر: {يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ﴾ [الحاقة: 18]
وقال ميمون بن
مهران: لا يكون العبد تقيًا حتى يكون لنفسه أشد محاسبةً من الشريك لشريكه.
ولهذا قيل: النفس
كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
وكتب عمر بن الخطاب
رضي الله عنه إلى بعض عماله: حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب
نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته
وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والحسرة.
وقال الحسن: وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبةٍ، ومما يعين الإنسان على محاسبة نفسه معرفته أنه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غدًا إذا صار الحساب إلى غيره، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدًا، وأنه إذا حاسبها اليوم ربح سكن الفردوس غدًا، وإذا أهملها اليوم فخسارته بدخول النار غدًا.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد