فحق على العاقل
الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه في حركاتها وسكناتها
وخطواتها وخطراتها.
ويظهر التغابن بين
من حاسب نفسه اليوم ومن أهملها في يوم القيامة، {يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ﴾ [آل عمران: 30].
فاتقوا الله -عباد
الله- وحاسبوا أنفسكم قبل يوم المعاد، وجاهدوها في الله حق الجهاد، يقول الإمام
ابن القيم رحمه الله: جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن تجاهدها على
تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى
فاتها علمه شقيت في الدارين.
الثانية: أن تجاهدها على
العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عملٍ إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن تجاهدها على
الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى
والبينات، ولا ينفعه علمه ولا ينجيه عذاب الله.
الرابعة: أن تجاهدها على
الصبر وعلى مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق وتتحمل ذلك كله لله.
فإذا استكمل هذه المراتب صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيًا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلَّم فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد