×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 إن أنت أطعتها فقد ظلمتها حيث عرضتها لسخط الله وعقابه وأهنتها، وأنت تظن نفسك قد أكرمتها حيث أعطيتها ما تشتهي، وأرحتها من عناء العمل ومشقته فحرمتها من الثواب.

عباد الله: والعدو الثاني بعد النفس هو الشيطان، عدو أبينا آدم، وعدو البشرية كلها وقد حذرنا الله منه، فقال: {إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ [فاطر: 6]، وقال تعالى: {أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ [يس: 60].

وقد أمرنا الله بالاستعاذة منه، ومعناها أن نستجير بالله من شره، فإن الشيطان الجني لا يكفه عن الإنسان إلا الله، فإن الشيطان قد يكون من الجن، وقد يكون من الإنس، وقد يكون من الدواب.

قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ [الأنعام: 112].

وهم يتعاونون على إهلاك بني آدم:

شيطان الجن بالوسوسة والإغراء بالشر والتخذيل عن الخير، وهو عدو خفيٌ لا يراه الإنسان لأنه يجري منه مجرى الدم كما قال تعالى: {إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ [الأعراف: 27].

ولا يمنع منه جدرانٌ ولا أبوابٌ، وإنما يمنع منه ذكر الله.

وأما الشيطان الإنسي فيراه الإنسان ويجالسه ويكلمه ويتلبس بلباس الدين والإنسانية، وما أكثر شياطين الإنس اليوم، وما أكثر دعايتهم للشر فهم يدعون إليه بكل وسيلةٍ، يدعون إلى الإباحية والرذيلة باسم الحرية، ويدعون النساء إلى الخروج من البيوت، وإلى العري والسفور باسم إخراجها من الكبت، ويدعون إلى سماع الأغاني والمزامير وتعاطي


الشرح