×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

المخدرات وشرب الخمور باسم الترفيه، ويدعون إلى إضاعة الصلاة واتباع الشهوات وترك الجُمَعِ والجماعات باسم التسامح، ويدعون إلى تعطيل الشريعة وتحكيم القوانين باسم العدالة والمرونة، ويدعون إلى الشرك والبدع ويحذرون من التوحيد والتمسك بالسنن باسم حرية الرأي وترك الجمود، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويقفون في طريق الدعوة إلى الله، ويصدون عن سبيل الله ويشجعون العصاة، ويهينون أهل الطاعات من المؤمنين والمؤمنات، ويحاولون تعطيل الحدود باسم مسايرة الأمم المتحضرة وإن كانت كافرة، أولئكم هم شياطين الإنس وهذه أعمالهم وعلاماتهم وهم من جنود إبليس وأعوانه وإخوانه، فاحذروهم وجاهدوهم حتى توقفوا زحفهم إلى بيوتكم ومجتمعاتكم.

لكن اعلموا يا عباد الله أن الشيطان الجني لا تمنع منه الحجب والأبواب، ولا يدفع إلا بالاستعاذة بالله منه ومن شره، والشيطان الإنسي تمنع منه الحجب والأبواب ويدفع بالحذر منه والابتعاد عنه وهجره، والرد على ما يدلي به من الشبه والمقالات، والأخذ على يده ومنعه بالقوة من تنفيذ مخططاته، والتنبه لكيده ومكره.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فإن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الآدمي واختاره من بين سائر البرية وجعل قلبه محل كنوزه من الإيمان والتوحيد والإخلاص والمحبة والحياء والتعظيم والمراقبة، وجعل ثوابه إذا قدم عليه أكمل الثواب وأفضله، وهو النظر إلى وجهه والفوز برضوانه ومجاورته في جنته، وكان مع ذلك قد ابتلاه بالشهوة والغضب والغفلة، وابتلاه بعدوه إبليس لا يفتر عنه، فهو يدخل عليه من الأبواب التي هي


الشرح