عن أبي هريرة رضي
الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ
فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ» وقرأ أبو هريرة: ﴿مِنۢ بَعۡدِ وَصِيَّةٖ يُوصِينَ بِهَآ أَوۡ دَيۡنٖۚ وَلَهُنَّ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكۡتُمۡ﴾ [النساء: 12]. إلى
قوله: ﴿وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ
ٱلۡعَظِيمُ﴾ [النساء: 13] ([1]).
فيا من أنعم الله
عليهم بالأموال، قدموا لأنفسكم من أموالكم ما تشترون به منازل لكم في الجنة، قال
تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ
ٱلۡجَنَّةَۚ﴾ [التوبة: 111].
بعض الناس يجمع
المال ويقول: أؤمن به مستقبلي، يعني مستقبله الدنيوي، وهو لا يدري هل يعيش
مستقبلاً يتمتع فيه بهذا المال أو يموت ويتركه لغيره، لكنه لا يفكر في تأمين مستقبله
الذي لا بد له منه في الدار الآخرة بأن يقدم من ماله ما يجده مدخرًا مضاعفًا
أضعافًا كثيرةً، وهو أحوج ما يكون إليه...
ثم انظروا يا عباد
الله إلى كرم الله وفضله عليكم، فإنه يشتري منكم ما تفضل به عليكم، ويأمركم
بالإنفاق مما أعطاكم، ويقترض منكم مما آتاكم، فيقول سبحانه: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا
رَزَقۡنَٰكُم﴾ [المنافقون: 10]، ويقول سبحانه: ﴿وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا﴾ [الحديد: 18]، ﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ﴾ [البقرة: 245].
عباد الله: ليس طلب التصدق خاصًا بالأغنياء، بل إن الفقير مطلوب منه أن يتصدق بما يقدر عليه ولو كان قليلاً، قال صلى الله عليه وسلم:
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2867)، والترمذي رقم (2117).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد