«فَاتَّقُوا
النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» ([1]) وقال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ
اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ
يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِها، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ
مِثْلَ الْجَبَلِ» ([2]) وقد مدح الله
سبحانه وتعالى الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
ثم إن التصدق سبب
لحصول الرزق والخلف من الله، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39].
أي: يعطي بدله
وخيرًا منه في الدنيا والآخرة ويعوض عنه أكثر منه..
فالصدقة لا تنقص
المال، وإنما تزيده، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ
مَالٍ» ([3]) وقال صلى الله عليه
وسلم: «ثَلاَث أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ:
مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ
عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ
إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ...» ([4]) الحديث رواه
الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
فلا يتصور الإنسان
منا أن ما يتصدق به من المال قد تلف وذهب، بل يثق ويوقن أنه هو الذي يبقى له
ويضاعف، وما أمسك بيده هو الذي يذهب.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا، قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا» رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1413)، ومسلم رقم (1016).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد