حبوب وثمار، «زكاة وأحكام ذلك مفصلة في كتب
الفقه، وغرضنا الآن بيان زكاة الخارج من الأرض من حبوب وثمار» ([1]) لأن الزراعة قد
تطورت في هذا الزمان وسهلت تكاليفها، قال الله تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا
كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ
ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بَِٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ
فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
٢٦٧ ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ
وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ
٢٦٨﴾ [البقرة: 267- 268].
يأمر الله سبحانه
عباده المؤمنين أن ينفقوا من جيد ما كسبوه من التجارات من النقود وعروض التجارة
المعدة للبيع والشراء، وما اقتنوه للذَّرِ والنَّسْل من بهيمة الأنعام وما
أُخْرِجَ لهم من الأرض من الحبوب كالبر والشعير وأصناف الحبوب ومن الثمار كالتمر
والعنب، وهذا يشمل الصدقات الواجبة كالزكاة، والصدقات المستحبة كأنواع التطوعات،
وينهى سبحانه عن إخراج الخبيث وهو الرديء الذي لو دفعه إليهم من لهم حق عليه لم
يقبلوه منه إلا على كره فكيف ترضون لله ما لا ترضونه لأنفسكم؟ فالواجب إخراج زكاة
الشيء منه: الجيد من الجيد، والرديء من الرديء، والمتوسط من المتوسط، ومن أخرج
الرديء عن الجيد لم يجزئه عن الواجب ولا يحصل له الثواب.
ثم بين سبحانه أنه غني عن المخلوقين وعن صدقاتهم، وإنما أمرهم بها وحثهم عليها لنفعهم هم ونفع إخوانهم المحتاجين، ثم بيَّن سبحانه أنهم بين داعيين: داعي الرحمن الذي يدعوهم إلى الإنفاق، ويعدهم الخير والفضل والثواب، وداعي الشيطان الذي يدعوهم إلى البخل، ويخوفهم من الفقر، قال تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران: 92].
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد