×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

فالحديثان يدلان على أن ما يُسْقَى بلا نفقة كالذي يشرب من السيول، أو من الأنهار أو العيون ففيه العُشْر، وأن ما يُسْقَي بنفقة كالذي يسقى بالسواني أو المكائن الرافعة، ففيه نصف العشر.

عباد الله: جاء الوعيد الشديد في حق مانعي الزكاة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ [آل عمران: 180].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خِصَالٌ خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَْوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَنْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَنْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، ثُمَّ غَزَوْهُمْ وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمُوا بِكِتَابِ اللهِ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» ([1])، رواه البيهقي.

وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومَا تَلِفَ مَالٌ فِي بَرٍّ، وَلاَ بَحْرٍ، إِلاَّ بِحَبْسِ الزَّكَاةِ» ([2])، رواه الطبراني.

فدل الحديثان على أن منع الزكاة يسبب احتباس الأمطار التي فيها حياة الناس وحياة البهائم والأشجار، ويسبب تلف الأموال التي لم تُزَكِّ، وأنتم ترون ما يحل بالناس من تأخر نزول الأمطار وما يصيب


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623).

([2])  أخرجه: الطبراني في « الدعاء » رقم (34).