×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

من قطع الرائحة الكريهة وإزالة الوسخ المتجمع عليه وغير ذلك من الفوائد، ولما في بقائه من التشويه.

الخصلة الخامسة من خصال الفطرة: تقليم أظافر اليدين والرجلين أي: قصها لما في تركها طويلة من تشويه الخلقة والتشبه بالسباع، ولما يتراكم تحتها من الأوساخ المنافية للنظافة المطلوبة شرعًا، ولأنها تمنع وصول الماء إلى ما تحتها في الطهارة للصلاة.

وبعض النساء وبعض الشباب قد ابتلوا بتطويل الأظافر وعدم قصها تشبها بالكفار ومخالفة للسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض النساء قد تضع على الأظافر صبغًا سميكًا يسمى بالمناكير يتجمد على الظفر، ويمنع وصول ماء الطهارة إليه، وهذه لا تصح طهارتها لأنه قد بقي جزء من جسمها لم يصله الماء وهذا خطر عظيم يجب التنبه له والتنبيه عليه.

ومن خصال الفطرة الثابتة بالأحاديث الكثيرة الصحيحة: السواك، فقد ورد في فضله والحث عليه أكثر من مئة حديث، واتفق العلماء على أنه سنة مؤكدة، وهو استعمال عود ونحوه في الأسنان، ليذهب الصفرة ونحوها والرائحة الكريهة.

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» ([1])، رواه أحمد والنسائي والبخاري تعليقًا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ»([2])، رواه الجماعة، وفي رواية لأحمد: «لأمرتُهم بالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وضوءٍ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (5)، وابن ماجه رقم (289)، ورواه البخاري معلقا (3/31).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (252).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (7513).