ولأنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وداوم عليه
وقال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([1]).
الركن السادس: السجود، وهو وضع
الأعضاء السبعة على الأرض: الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين،
فلا بد أن يباشر كل واحد من هذه الأعضاء موضع السجود، سواء كان على الأرض مباشرة
أو على فراش أو مصلى، ولا يمد جسمه حتى يكون كهيئة المنبطح على الأرض كما يفعل بعض
المتكلفين اليوم، فإن بعضهم يقم رأسه جدًا، ويؤخر رجليه جدًا حتى ربما يضايق الصف
الذي أمامه والصف الذي خلفه، وهذا من الغلو المذموم الذي نهى عنه النبي صلى الله
عليه وسلم.
عباد الله: إن السجود أعظم
أركان الصلاة، لأن العبد يخضع لربه ويضع أشرف أعضائه وهو الجبهة والأنف في مواطئ
الأقدام، ولذلك كان الساجد أقرب إلى ربه حيث خضع له غاية الخضوع، وهو أحرى لقبول
الدعاء فاهتموا بشأنه..
الركن السابع
والثامن: الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين، لقول عائشه رضي الله عنها: كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعدًا، رواه
مسلم.
والركن التاسع: الطمأنينة في جميع أفعال الصلاة، وهو السكون بقدر ما يأتي بالذكر الواجب ويستقر كل عضو مكانه، فمن ترك الطمأنينة فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يصل، ويسمى بالمسيء في صلاته، وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة، وقال: «صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (605).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد