فنُهِيَ المصلي أن
يبرك كبروك البعير يعني حال انحطاطه للسجود، فالمشروع للمصلي إذا انحط للسجود أن
يكون أول ما يضع على الأرض ركبتيه ثم يديه، ثم جبهته وأنفه ولا يضع يديه قبل
ركبتيه، فإن هذا بروك البعير الذي نهينا عنه في الصلاة إلا إذا كان كبير السن أو
مريضًا واحتاج إلى وضع يديه قبل ركبتيه فلا بأس بذلك.
ونُهِيَ المصلي عن
الالتفات في الصلاة كما يلتفت الثعلب، وأخبر صلى الله عليه وسلم: «الاِلْتِفَاتِ
فِي الصَّلاَةِ: هُوَ اخْتِلاَسٌ، يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ
الْعَبْدِ» ([1])، رواه البخاري.
قال الإمام ابن
القيم رحمه الله:
· الالتفات المنهي عنه في الصلاة
قسمان:
أحدهما: التفات القلب عن
الله عز وجل إلى غير الله تعالى.
والثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه، ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه، وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته فقال: «... اخْتِلاَسٌ، يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ» وفي أثر: يقول الله تعالى: «إلى خير مني، إلى خير مني»، ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل رجل استدعاه السلطان، فأوقفه بين يديه وأقبل يناديه ويخاطبه وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينًا وشمالاً، وقد انصرف قلبه عن السلطان فلم يفهم ما يخاطبه به، لأن قلبه ليس حاضرًا معه، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان أليس
([1]) أخرجه: البخاري رقم (751).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد