أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه
ممقوتًا مبعدًا قد سقط من عينيه، فهذا المصلي لا يستوي والحاضر المقبل على الله
تعالى في صلاته، الذي قد شعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من
هيبته، وذلت عنقه له، واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه.
ونهي المصلي عن
افتراش كافتراش السبع، وذلك بأن يفترش ذراعيه في حال السجود بأن يمدهما على الأرض
مع إلصاقهما بها، والمشروع أن يضع كفيه مبسوطتين بباطنهما على الأرض حذو منكبيه
وأذنيه، ويرفع مرفقيه، ويجافي عضده من جنبيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ» ([1])، رواه مسلم.
ومما نهي عنه
المصلي: إقعاء كإقعاء الكلب، وقد فسر ذلك أهل العلم بأن معناه أن يفرش قدميه بأن
يجعل ظهورهما مما يلي الأرض، ويجلس على عقبية وذلك بين السجدتين، والمشروع في تلك
الجلسة أن يجلس مفترشًا يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى ويخرجها من
تحته ويثني أصابعها نحو القبلة.
ومما نهي عنه المصلي: نقر كنقر الغراب، ومعناه أن يسرع في الصلاة فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا الطمأنينة فيها، عن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم، فدخل رجل، فقام يصلي، فجعل يركع وينقر في سجوده ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فقال: «تَرَوْنَ هَذَا لَوْ مَاتَ عَلَى هَذَا لَمَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، نَقَرَ صَلاتَهُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ، مَثَلُ الَّذِي يُصَلَّى
([1]) أخرجه: مسلم رقم (494).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد