فمن تقدم على إمامه
كان كالحمار الذي لا يفقه ما يراد بعمله، ومن فعل ذلك استحق العقوبة.
وفى الحديث الصحيح: «إِنَّمَا
جُعِلَ الإِْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ
فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا» ([1]) وروى الإمام أحمد
وأبو داود: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ
فَارْكَعُوا، وَلاَ تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا،
وَلاَ تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ» ([2]).
وكان الصحابة خلف
النبي صلى الله عليه وسلم لا يحني أحد ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساجدًا، ثم يقعون سجودًا بعده، ولما رأى عمر رضي الله عنه رجلاً يسابق الإمام ضربه
وقال: لا وحدك صليت، ولا بإمامك اقتديت، وهذا أمر يتساهل فيه بعض الناس أو يجهلونه
فيسابقون الإمام ويتعرضون للإثم والوعيد أو لبطلان صلاتهم.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله: مسابقة الإمام حرام باتفاق الأئمة، لا يجوز لأحد أن يركع قبل
إمامه، ولا يرفع قبله، ولا يسجد قبله، وقد استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم بالنهي عن ذلك، ومسابقة الإمام تلاعب من الشيطان ببعض المصلين ليخل
بصلاته، وإلا فماذا يستفيد الذي يسابق الإمام، فإنه لن يخرج من الصلاة إلا بعد
سلام الإمام.
ومن أحكام صلاة الجماعة: أن المسبوق يقوم بعد فراغ إمامه من التسليمة الثانية ليتم ما فاته من الصلاة، ولا يقوم قبل ذلك، فإن بعض
([1]) أخرجه: البخاري رقم (688)، ومسلم رقم (412).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد