الناس قد يستعجل فيقوم إذا سمع التسليمة الأولى، وهذا يخل بصلاته، وربما يبطلها عند بعض العلماء.

ومن أحكام صلاة الجماعة: أن المأموم يستمع لقراءة إمامه إذا كانت الصلاة جهرية، لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الاعراف: 204].

أما إذا كانت الصلاة سرية وكان المأموم لا يسمع قراءة الإمام لبعده عنه فإن المأموم يقرأ، لكن بحيث لا يشوش على من بجانبه.

ومن أحكام صلاة الجماعة: إكمال الصف الأول فالأول، ومراصة الصفوف وتعديلها، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُْوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» ([1])، رواه مسلم وغيره.

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ» ([2]).

وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول: «تَرَاصُّوا وَاعْتَدِلُوا» ([3]).

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ، حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رَجُلاً بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فَقَالَ:

---

الشرح