الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا
أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِْمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَحَضَرَتِ
الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([1]). رواه مالك
والبخاري ومسلم.
ففي هذا الحديث
الترغيب في التبكير لحضور صلاة الجمعة لما يترتب على التبكير من تحصيل مكان في
الصف الأول، والحصول على فضيلة انتظار الصلاة، وحصول الاشتغال بذكر الله بصلاة
النافلة، وتلاوة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والدعاء، وهذه الفضائل
تفوت كلها على المتأخر، ومع الأسف في هذا الزمان قَلَّ الاهتمام بالتبكير لحضور
صلاة الجمعة، فالكثير لا يأتون إليها إلا عند دخول الإمام أو عند الإقامة، يحرمون
أنفسهم من هذه الأجور العظيمة والفضائل المتعددة لا لشيء إلا لأن الشيطان خذلهم عن
التبكير وزهدهم في الثواب، فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود: «إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْجُمُعَةِ غَدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا إِلَى الأَْسْوَاقِ
فَيَرْمُونَ النَّاسَ بِالتَّرَابِيثِ أَوِ الرَّبَائِثِ وَيُثَبِّطُونَهُمْ عَنِ
الْجُمُعَةِ» ([2]). يعنى يؤخرونهم عن
الحضور.
ومن أحكام صلاة الجمعة: أنه يشترط لها تقدم خطبتين يشتملان على حمد الله والثناء عليه، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والصلاة والسلام عليه، والوصية بتقوى الله وموعظة المسلمين، وتوجيههم وتنبيههم إلى ما يحتاجون إلى التنبيه إليه كلَّ وقْتٍ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (881)، ومسلم رقم (850).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد