أما غير سنة الفجر
من الرواتب فلم يكن صلى الله عليه وسلم يفعلها مع الفرائض في السفر.
عباد الله: ومن الصلوات
النوافل صلاة الليل، وهي سنة مؤكدة، قال تعالى في مدح قوَّام الليل: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ
عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 16].
أى إنهم يتركون
النوم على الفراش الليَّن والّلحف الدفيئة في الشتاء ويقومون لصلاة التهجد ﴿يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ ﴾ فيها خوفًا من
عقابه وطمعًا في ثوابه، ثم ذكر سبحانه جزاءهم، فقال: ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [السجدة: 17].
فإنَّ الجزاء من جنس
العمل، فهم لَمَّا أخفوا قيامهم بالليل أخفى الله جزاءهم، فأعطاهم ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما جاء في ذلك الحديث الصحيح.
وقد أخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أنَّ صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء بالنار،
وتلا هذه الآية: ﴿تَتَجَافَىٰ
جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 16] حتى
بلغ ﴿يَعۡمَلُونَ﴾ [السجدة: 17].
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فيشمل ذلك من ترك النوم بالليل لذكر الله ودعائه، فيدخل فيه: «من صلى بين العشائين» «ومن انتظر صلاة العشاء فلم ينم حتى يصليها، لا سيما مع حاجته إلى النوم ومجاهدته نفسه على تركه لأداء الفريضة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن انتظر صلاة العشاء «إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (847)، ومسلم رقم (640).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد