يتخذوا قبره عيدًا،
ولعن زوارات القبور، وكان هديه أن لا تهان القبور وتوطأ، وألا يجلس عليها ويتكأ
عليها، ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها، أو تتخذ أعيادًا وأوثانًا.
وكان إذا زار قبور
أصحابه يزورها للدعاء لهم والترحم عليهم والاستغفار لهم، وهذه هي الزيارة التي
سنها لأمته وشرع لهم وأمرهم أن يقولوا إذا زاروها السلام عليكم أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية،
وكان هديه أن يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت من
الدعاء والترحم والاستغفار، فأبى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به والإقسام
على الله به وسؤال الحوائج والاستعانه به والتوجه إليه، بعكس هديه صلى الله عليه
وسلم فإنه هدي توحيد وإحسان إلى الميت، وهدي هؤلاء شرك وإساءة إلى نفوسهم وإلى
الميت وهو ثلاثة أقسام: إما أن يدعو الميت، أو يدعو به أو عنده، ويرون الدعاء عنده
أوجب وأولى من الدعاء في المساجد.
أيها المسلمون: ومن البدع المحدثة القراءة عند الجنائز، أو عند القبور، «قراءة الفاتحة أو» ([1]) قراءة شيء من القرآن. يزعمون أن ذلك ينفع الميت، وهذا بدعة، لأنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن عوائد الكفار ومن يقلدهم من جهلة المسلمين إلقاء أكاليل الزهور على القبور، ومن عوائد الكفار ومن يقلدهم من جهلة المسلمين اليوم إعلان الحداد على الأموات، ولبس السواد، وتنكيس الأعلام، وتعطيل الأعمال الرسمية من أجل ذلك، والوقوف والصمت بضع دقائق لروح الميت،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1261)، ومسلم رقم (945).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد