فقد زاد على ما شرعه
الله ورسوله وأجمع عليه المسلمون، زاد علامة ثالثة ابتدعها من عنده «وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).
فإن هناك جماعة من
أدعياء علم الحساب الجهلة يشوشون على الناس كل عام، ويشككون في رؤية الهلال
ويغلظون من رآه ويتهمونه بالكذب إذا خالف تخرصاتهم، ويريدون من المسلمين أن يبنوا
صومهم وفطرهم على قول أهل الحساب، لأنهم بزعمهم أضبط، وفي هؤلاء يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله: إني رأيت الناس في شهر صومهم، وفي غيره أيضًا منهم من يصغي
إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى، ويبني على ذلك في
باطنه، وإما في باطنه، وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من
العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب أنه يرى أو لا يرى، فيكون ممن كذب بالحق لما
جاءه- إلى أن قال:
فإننا نعلم
بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو
الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى، لا
يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع
المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث.. انتهى.
وقول هؤلاء الجهال يعتبر بدعة في الدين، لأنه مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وفيه طعن بالشهود العدول ووصفهم بالكذب والزور، وفيه بلبلة لأفكار
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2340)، والترمذي رقم (691)، والنسائي رقم (2113).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد