×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 العوام، وتشويش على المسلمين، وفيه طعن في القضاة واتهامهم بالتساهل في قبول شهادة الشهود، وفيه إبطال لحكمهم بذلك، وفيه طعن في ولاة أمور المسلمين الذين ينفذون حكم القضاة ويأمرون الناس بالصوم والفطر بموجبه.

وهذا الذي يقولونه مع أنه يتضمن كل هذه المحاذير وأكثر منها فيه تعريض لصيام المسلمين وإفطارهم للخطر فإن عمل الحاسب عرضة للخطأ، لأنه عمل بشري، ولا يخلو من التخرص، وهو أيضًا إحراج وتضييق لأن الحساب لا يعرفه كل أحد، ولا يتوفر المختصون فيه في كل زمانٍ ومكانٍ لو فرضنا صحة الأخذ به وسلامته من الخطأ وهو فرض بعيد، وديننا مبني على اليسر والسهولة، والحمد لله، لا تعقيد فيه، ولذلك أحال المسلمين في فطرهم وصيامهم على علامة واضحة يعرفها كل أحد وفي كل مكانٍ وزمانٍ، للحاضرة والبادية، للجماعات والأفراد، للمتعلمين والعوام، فالحمد لله على التيسير، فلا تغتروا أيها المسلمون بما يقوله هؤلاء، فإنه شذوذ وجهل وشرع دين لم يأذن به الله. صوموا مع جماعة المسلمين وأفطروا كما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: «صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ» ([1])، رواه الترمذي وغيره وقال الإمام أحمد وغيره: يصوم ويُفْطِرُ مع الإمام وجماعة المسلمين في الصحو والغيم، وقال: يد الله على الجماعة، ولو قدر أن «المسلمين اجتهدوا في تحري الهلال ليلة الثلاثين فلم يروه فأكملوا الشهر ثلاثين، ثم» ([2])  تبين بعد ذلك أنه قد


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2324)، والدارقطني رقم (2180) واللفظ له.