×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

رئي في تلك الليلة فإنهم يقضون اليوم الذي أفطروه ولا حرج عليهم وهم معذورون ومأجورون.

وأما لو صاموا بخبر الحاسب فإنهم آثمون ولو أصابوا، لأنهم فعلوا غير ما أمروا به، ثم إن عملهم بقول الحاسب قد يؤدي إلى أن يصوموا قبل وقت الصيام، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين.

قال: «لاَ تُقَدِّمُوا الشَّهْرَ بِصِيَامِ يَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ» ([1])، رواه أبو داود، كما أن عملهم بذلك قد يؤدي إلى أن يصام يوم الشك، وهذا يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ» ([2]).

وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: «مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم » ([3])، رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي، رواه البخاري تعليقًا وقد يؤدي العمل بقول الحاسب إلى التأخر في الصيام عن أول الشهر.

قد يقول بعض المتحذلقين: إن العلم قد تطور، ويعنون بالعلم تقدم الصناعة والمخترعات الحديثة والدراسات الفلكية، ويقولون: إن علم الحساب قد تطور وصار بإمكان الحاسب أن يعرف ما إذا كان الهلال يُرَى أو لا يُرى.، ونقول لهؤلاء: أولاً: علم الحساب كان موجودًا من قديم، ولم يعوِّل عليه الشارع، لأنه عرضة للخطأ والاختلاف، فأهل الحساب لا يتفقون أبدًا.


الشرح

([1])  سقط من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2327)، والنسائي في « الكبرى » رقم (2484).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1810).