حديث جابر رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الأَْيَّامِ يَوْمُ عَرَفَةَ»
([1])ووردَ أنَّ صومه
يُكفِرُ اللهُ به السنة الماضية والباقية، والمُرادُ بذلك تكفيرُ صغائرِ الذنوبِ،
فقد روى أبو قتادة رضي الله عنه، قال: سُئِل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن
صوم يوم عرفة، فقال: «يُكَفَّرُ السَّنة المَاضِية والبَاقِيةَ» ([2])، وفي لفظِ: قال صلى
الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ
أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بعده وَالسَّنَةَ الَّتِي قبله» ([3])فيُحتسب صيامهُ
لغيرِ الحاجِّ. أمّا الحاجِّ فلا ينبغي أن يصومهُ لأجل أن يتقوى على الوقوف وذِكرِ
اللهِ تعالى، وهو يومُ مغفِرة الذُّنوبِ والعتق من النَّار، والمباهاة بأهلِ
الموقف، كما في «صحيحِ مسلم» عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ
النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ
الْمَلاَئِكَةَ» ([4]).
روى ابن حبان في «صحيحه»
من حديثِ جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ
يَوْمٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللهُ إِلَى سَمَاءِ
الدُّنْيَا، فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَْرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَقُولُ:
انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، شُعْثًا غُبْرًا حَاجِّينَ، جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ أَكْثَرَ
عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ» ([5])
وروى مالك في «الموطأ»: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلاَ أَدْحَرُ وَلاَ أَحْقَرُ وَلاَ أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا
([1]) أخرجه: البخاري (1/329).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد