َذاكَ إِلاَّ لِمَا
رَأَى مِنْ تَنـزلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ» ([1]).
وروى الترمذيُّ: «خَيْرُ
الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ
مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ
الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([2])
وفي هذا الشهرُ
المُبارك يومُ النحرِ الذي هو يومُ الحج الأكبر، يُكملُ المسلمونَ حجَّهم الذي هو
الركنُ الخامس من أركان الإسلامِ بعد ما وقفوا بعرفة، وأدَّوا الرُّكن الأعظم من
أركان الحجِّ، وحصلوا على العتق من النارِ، من حجَّ ومن لم يحُجَّ من المسلمين،
فصار اليوم الذي يلي يوم عرفة عيدًا لأهل الإسلام جميعًا لاشتراكهم في العتق من
النارِ، وشَرَعَ لهم فيه ذبح القرابينَ من هدْي وأضاح، والحُجاج يستكملون مناسك
حجهم في هذا اليوم المبارك من الرَّمْي، والحَلق أو التقصير، والطواف بالبيتِ وبين
الصفا والمروةَ، وأهلُ الأمصارِ في هذا اليوم يؤدون صلاة العيد لإقامة ذِكر اللهِ.
وفي هذا الشهر
المبارك أيَّام التشريقِ التي هي أيَّامُ مِنى: روى مُسلم في «صحيحه» من حديث
نُبيشة الهُذليِّ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَيَّامُ
مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذكرٍ للهِ عز وجل » ([3])، وهي الأيَّامُ
المعدودات التي قال اللهُ تعالى فيها: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 203].
وهي ثلاثة أيَّام بعد يومِ النَّحرِ، وقد أمر اللهُ بذِكره في هذه الأيَّام المعدوداتِ، وذِكرُ الله في هذه الأيَّام أنواعٌ مُتعددةٌ.
([1]) أخرجه: مالك رقم (944).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد