مباركٌ، أي ذوُ
بركةٍ لِما جعل الله في حجَّه والطَّواف به من الأجر وتكفير السيئاتِ، وأنَّه
تضاعفُ فيه الحسنات، والبركة: كثرة الخيرِ.
﴿وَهُدٗى
لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران 96].
إليه اتجاههم في
صلاتهم، وتعبداتهم، فالمؤمنون يأتون حُجاجًا وعُمَّارًا، فتحصل لهم بذلك أنواع
الهداية من معرفةِ الحقَّ وصلاحِ العقيدة، وغير ذلك، ولهذا يقول أحد المستشرقين
لأصحابه لمَّا اجتمعوا ليخططوا لإضلال المسلمين، قال لهم: لا تطمعوا في إضلالهم ما
بقى لهم هذا المصحف وهذه الكعبةُ.
وقوله تعالى: ﴿فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ﴾ [آل عمران 97].
يعني دلالاتٍ
واضحاتٍ على التوحيدِ من الرُّكن والمقام، والصفا والمروة والمشاعر كلها.
وقوله تعالى: ﴿فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ﴾ [آل عمران 97].
يعني: أنَّ الله جعل
هذا البيتِ حرمًا إذا دخله الخائف يأمنُ كُلِّ سوءٍ حتى في وقت الجاهلية كان
الرَّجل يلقى قاتل أبيه، فلا يمسهُ بسوء حتى يخرُج من هذا الحرم ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا
جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ﴾ [العنكبوت: 67].
حتَّى إنَّ الصيد
فيه لا يُقتل ولا يُنفَّر من أوكاره ولا يُقطعُ شجَرُهُ ولا يُقلعُ حشيشه.
ومن خصائص هذا البيت: أنه لا يُشرع الطواف بغيره على وجه الأرض، فلا يُشرعُ أن يُطاف بالقبورِ والأضرحة ولا بالأشجار والأحجار، فمن اعتقد أنَّهُ يُشرعُ الطواف بغير البيت فهو كافرٌ لأنَّه اعتقد ما لم يشرعُه الله ولا رسوله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد