أي: يجد مكانًا
يتحصن فيه من أذى الكفار، وسعة في الرزق يعوضه الله بهما عما ترك في بلده من
المال، كما قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِي
ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٤١ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ
يَتَوَكَّلُونَ ٤٢} [النحل: 41- 42].
عباد الله: ومن أنواع الهجرة
هجر المعاصي من الكفر والشرك والنفاق وسائر الأعمال السيئة والخصال الذميمة
والأخلاق الوخيمة، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: 5] الرجز: الأصنام، وهجرها: تركها والبراءة
منها ومن أهلها.
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ،
وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» ([1]) أي: ترك ما نهى
الله عنه من الأعمال، والأخلاق، والأقوال، والمآكل المحرمة، والمشارب، والنظر
المحرم والسماع المحرم، كل هذه الأمور يجب هجرها والابتعاد عنها.
ومن أنواع الهجرة
هجر العصاة من الكفار والمشركين والمنافقين والفساق، وذلك بالابتعاد عنهم، قال
الله تعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ
عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا﴾ [المزمل: 10].
أي: اصبر على ما
يقوله من كذبك من سفهاء قومك ﴿وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا﴾ [المزمل: 10]. أي:
اتركهم تركًا لا عتاب معه.
ومن أعظم أنواع الهجرة هجرة القلوب إلى الله تعالى بإخلاص العبادة له في السر والعلانية حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله، ولا يحب إلا الله ومن يحبه الله، وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه وتقديم طاعته والعمل بما جاء به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد