وبالجملة فهذه
الهجرة هجرة إلى الكتاب والسنة من الشركيات والبدع والخرافات والمقالات والمذاهب
المخالفة للكتاب والسنة، فتبين من هذا أن الهجرة أنواع هي:
هجر أمكنة الكفر.،
وهجر الأشخاص الضالين، وهجر الأعمال والأقوال الباطلة.، وهجر المذاهب والأقوال
والآراء المخالفة للكتاب والسنة.
فليس المقصود التحدث
عن الهجرة بأسلوب قصصي وسرد تاريخي، أو أن تقام لمناسبته طقوس واحتفالات، ثم تنسى
ولا يكون لها أثر في النفوس أو تأثير في السلوك، فإن كثيرًا ممن يتحدثون عن الهجرة
على رأس السنة لا يفقهون معناها ولا يعملون بمقتضاها، بل يخالفونها في سلوكهم
وأعمالهم فهم يتحدثون عن هجرة الرسول وأصحابه وتركهم أوطان الكفر إلى وطن الإيمان
وهم مقيمون في بلاد الكفار، أو يسافرون إليها لقضاء الإجازة أو للنزهة، أو لقضاء
شهر العسل كما يسمونه بعد الزواج.
يتحدثون عن الهجرة
وهم لا يهجرون عبادة القبور والأضرحة، بل يعبدونها من دون الله كما تعبد الأصنام
أو أشد، يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون الكفار والمنافقين والفاسقين، بل
يتخذونهم أصدقاء وأولياء من دون المؤمنين.
ومنهم من يجلب الكفار إلى بلاد المسلمين ويسكنهم بين أظهرهم ويمكنهم من الدخول في البيوت وتربية الأولاد والخلوة بالمحارم ويأتمنونهم على الأسرار، فأين هجر الأشرار؟!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد