الحسن، وفتح لباب
القرض بالفائدة التي تثقل الغني والفقير، وفيه تعطيل للمكاسب والتجارات والحرف
والصناعات التي لا تنتظم مصالح العالم إلا بها، لأن المرابي إذا تحصل على زيادة
ماله بواسطة الربا بدون تعب، فلن يلتمس طرقًا أخرى للكسب الشاق ما دام أن ماله
يزيد تلقائيًا في ذمة المدين.
والله تعالى جعل
طريق تعامل الناس في معايشهم قائمًا على أن تكون استفادة كل واحد من الآخر مقابل
عمل يقوم به له، أو عين يدفعها إليه، والربا خال من ذلك، لأنه عبارة عن إعطاء
المال مضاعفًا من طرف لآخر بدون مقابل من عين ولا عمل.
أيها المسلمون: بعدما سمعتم شدة
تحريم الربا والوعيد عليه أظنكم تسألون ما هو الربا؟
فاعلموا أن الربا في
اللغة: معناه الزيادة، وفي الشرع: زيادة في أموال مخصوصة، وينقسم إلى قسمين: ربا
النسيئة وربا الفضل، وربا النسيئة مأخوذ من النسأ، وهو التأخير، وهو نوعان:
أحدهما: قلب الدين على
المعسر، وهذا هو أصل الربا في الجاهلية: أن الرجل يكون له على الرجل المال المؤجل،
فإذا حل الأجل قال له: أتقضي أم تربي؟ فإن وفاه وإلا زاد هذا في الأجل، وزاد هذا
في المال فيتضاعف المال في ذمة المدين، فحرم الله ذلك بقوله: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 280].
فإذا حل الدين وكان المدين معسرًا لم يجز أن يقلب الدين عليه، بل يجب إنظاره وإن كان موسرًا كان عليه الوفاء فلا حاجة إلى زيادة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد