وكما جاء الترغيب في
إزالة الأذى عن طرقات المسلمين من أجل سلامة المارة، فقد جاء الوعيد الشديد في حق
من يلقى الأذى في الطرقات، ويؤذي المارة ويعرقل السير في الطريق.
روى مسلم في «صحيحه»
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا
اللاَّعِنَيْنِ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ» ([1]) ومعناه: النهي عن
قضاء الحاجة في الطريق الذي يسلكه الناس، أو في الظل الذي يجلسون فيه، وأن من فعل
ذلك فهو مستحق اللعنة والعقوبة، لأنه يؤذي الناس بذلك وينجسهم أو يحرمهم المرور في
الطريق والجلوس في الظل، وهم بحاجة إلى ذلك، فيدعون عليه باللعنة.
وقد تساهل كثير من الناس اليوم في هذا الأمر، فصاروا لا يبالون بأذية الناس في طرقاتهم وأمكنة جلوسهم واستراحاتهم، يحفرون الحفر في الطريق ويطرحون القمامة، ويلقون الأحجار، والحديد، وقطع الزجاج، ويرسلون المياه، ويوقفون السيارات في الطرقات ولو كان في ذلك أذية الناس وسد الطريق وعرقلة السير، وتعريض المارة للخطر، ونسوا أو تناسوا ما في ذلك من الوعيد والإثم، ولا تجد من يحتسب الأجر فيزيل هذا الأذى أو يتسبب في إزالته بمراجعة المسؤولين عن ذلك، وإذا كان هناك ظل حول الطرق العامة الطويلة من شجر أو كباري يستريح فيها المسافرون، جاء من يفسد ذلك عليهم بوضع القاذورات والأوساخ فيها، أو التبول والتغوط، أو تفريغ زيت السيارة، أو ذبح الأغنام، وترك الدم والفرث والعظام ومخلفات الطعام، أو غير ذلك مما يفسد الظل على من جاء بعده!! أين الإيمان؟! أين الإنسانية؟!
([1]) أخرجه: مسلم رقم (269).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد