الأمر الثاني: يجب علينا أن
نعتقد أن هذه الحوادث تجري من الله سبحانه وتعالى لينبه بها العباد؛ كما قال
تعالى: ﴿ظَهَرَ
ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ
لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
الأمر الثالث: يجب علينا أن
نساعد إخواننا المسلمين الذين أصيبوا بهذه المصائب، فنرسل لهم المعونات التي تخفف
عنهم مصابهم، فبادروا -رحمكم الله- بمساعدتهم فإنها فرصةٌ لذوي الإحسان أن يقدموا
لأنفسهم ما يجدونه عند الله خيرًا وأعظم أجرًا.
الأمر الرابع: يجب على عموم
المسلمين أن يتعظوا ويعتبروا بهذه الحوادث المروعة، ويتوبوا من ذنوبهم، ويشكروا
الله على نعمه العظيمة بالاعتراف بها باطنًا والتحدث بها ظاهرًا، وصرفها في طاعة
الله، وألا يسرفوا في استعمالها، ويُبذِّروا في إنفاقها؛ وقال تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31] وقال
تعالى: ﴿وَءَاتِ
ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ
تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ
ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا ٢٧﴾ [الإسراء: 26، 27].
فإن بعض الناس لما
أفاض الله عليهم المال وأعطاهم الثروة أسرفوا في الإنفاق على الحفلات والولائم في
الزواجات والمناسبات، فأكثروا من أنواع الأطعمة واللحوم والفواكه التي يذهب غالبها
هدرًا، لأنهم يدعون إليها أقوامًا ليسوا بحاجةٍ إليها، فلا يتناولون منها إلا
القليل، وتبقى هذه الأطعمة واللحوم كما هي، ثم يكون مصيرها الإهدار والوضع مع
القمامة.
فاتقوا الله يا من تعملون هذا العمل، واعلموا أنكم مسئولون عن كل حبةٍ تهدرونها، وعن كل درهمٍ تنفقونه في غير موجبٍ، وتذكروا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد