×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ [النور: 32]، هذا خطابٌ للرجال العقلاء، كما خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([1]) رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

ومن العراقيل التي وُضِعَت في طريق الزواج: التكاليف الباهظة من ارتفاع المهور، والمباهاة في إقامة الحفلات، واستئجار أفخم القصور، مما لا مبرر له إلا إرضاء النساء والسفهاء، ومجاراة المبذرين والسخفاء ﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا [الإسراء: 27].

فيجب على المسلمين القضاء على هذه العادات السيئة، والعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تيسير مؤنة الزواج وتخفيف المهور.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تغلوا في صُدُق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة، كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً من نسائه، ولا أُصدِقَت امرأةٌ من بناته، أكثر من ثنتي عشرة أوقية، رواه الخمسة، وصححه الترمذي.

واثنتا عشرة أوقية تساوي مئةً وعشرين ريالاً سعوديًا بالريال الذي هو من الفضة، أين هذا المبلغ من مبالغ المهور التي تعلمونها اليوم؟.

ولقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم المغالاة في المهور، كما رُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ: «عَلَى كَمْ تَزَوَّجْت؟» قال: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فقال له: «عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1084)، وابن ماجه رقم (1967)، والطبراني في « الأوسط » رقم (446).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1424).