×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

لأن سعادة المرأة في حصول الزوج الصالح، لا في حصولها على المؤهل الدراسي؛ لأنها تستغني عن الدراسة ولا تستغني عن الزوج.

فاتقوا الله أيها المسلمون في بناتكم، لا تضيعوا عليهن فرصة الزواج المبكر من أجل الدراسة، وحتى لو رغبت هي عن الزواج من أجل الدراسة، فإنها قاصرة النظر، فيجب على وليها أن يأخذ على يدها وأن يؤثر عليها في اختيار الزواج على الدراسة، ويبين لها الأخطار التي تترتب على تفويته وتأخيره، وأن الدراسة لا تعوض ما يفوت عليها من مصالح الزواج.

والأخطر من ذلك أن بعض الفتيات قد تكون موظفة فتترك الزواج أو لا تحرص عليه من أجل البقاء في وظيفتها، وقد يكون بعض الأولياء لا يريد أن تتزوج موليته من أجل أن تستمر في الوظيفة ويستفيد من مرتبها، غير مبالٍ بما تتعرض له من الفتنة وما يُفَوَّت عليها من المصالح العظيمة في ترك الزواج، أليس هذا العضل الذي نهى الله عنه وحرمه في محكم كتابه؟! بلى والله هو ذاك.

فإن العضل أن يمنع الولي موليته مِنْ خاطبٍ كفؤ رضيته من أجل مصلحته الشخصية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا خطبها كفؤٌ وآخر وآخر، فمنع، صار ذلك كبيرة ويمنع الولاية؛ لأنه إضرارٌ وفسقٌ.

وقد ذكر العلماء أنه إذا عضل الولي الأقرب، فإن الولاية تنتقل عنه إلى الولي الأبعد، فإن لم يكن لها وليٌّ غير العاضل، أو كان لها أولياء ورفضوا تزويجها، فإن السلطان يتولى تزويجها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنِ اشْتَجَرُوا، فَإِنَّ السُّلْطَانَ وَلِيُّ مَنْ لاَ وَلِيَّ لَهُ» ([1])


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (2083)، والترمذي رقم (1102)، وابن ماجه رقم (1879).