أي: إذا امتنع الأولياء من تزويج موليتهم من كفؤ
رضيته، فإن السلطان يزوجها به، سواءٌ كان العضل من أجل بغض الولي للخاطب، أو كان
من أجل المطمع في مرتب موليته الموظفة أو غير ذلك من المقاصد السيئة.
أما منع تزويجها ممن
رضيت به وهو ليس كفؤًا لها، فهذا منعٌ بحقٍّ وليس عضلاً؛ لأنه من أجل مصلحتها ودفع
العار عن أسرتها.
فاتقي الله- أيتها
الفتاة المسلمة- لا تتركي الزواج من أجل الدراسة أو من أجل الوظيفة؛ فإنك ستندمين
وتخسرين خسارةً لا تعوضها الدراسة ولا الوظيفة؛ فإن الزواج لا عوض له.
واتقوا الله أيها
الأولياء لا تمتنعوا من تزويج مولياتكم من أجل أهوائكم ورغباتكم الشخصية، أو من
أجل أطماعكم الدنيئة، أو عدم مبالاتكم، فإنهن أماناتٌ في أعناقكم، وقد استرعاكم
الله عليهن، «وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]) وربما يسبب منع
تزويج الفتيات أو تأخيره عارًا أو خزيًا لا تغسله مياه البحار.
فاتقوا الله -عباد الله- واهتموا بهذا الأمر غاية الاهتمام، فإنه جديرٌ بذلك: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣} [الطلاق: 2، 3].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد