وقِسْمٌ فِي
الفِقْهِ مُرتَّبًا عَلَى تَرْتيب كُتُب المُتَأخِّرين من فُقَهاء الحَنَابلة
مُبْتدئًا من كِتَابِ الطَّهارة إِلَى كِتَابِ الإقْرَار.
وَهَذَا
المَجْموع يُعْتَبر رَصيدًا ضخمًا من عُلُوم شَيْخ الإِسْلاَم ابن تَيْميَة فِي
مُخْتَلف العُلُوم الشَّرعيَّة قَد اسْتفَاد منه البَاحثُونَ فَائدةً كبيرةً،
فَجَزَى اللهُ مَنْ قامَ بجَمْعه وتَرْتيبه، ومَنْ قَامَ بطَبْعه وتَوْزيعِهِ خيرَ
الجَزَاء عن الإِسْلاَم وأهلِهِ.
ونَسْألُ اللهَ
أَنْ يُوفِّق العُلَماءَ والبَاحِثِين والجِهَاتِ العلميَّة مثل: رِئَاسَة
البُحُوث العلميَّة والإفْتَاء والدَّعْوَة والإرْشَاد، ومثلَ الجَامعَات
الإِسْلاَميَّة إِلَى تَتبُّع مُؤلَّفات الشَّيْخ وَرَسَائله وفَتَاويه فِي
مَظَانِّها من المَكْتَبَات العالميَّة وجَمْعها وتَصْحِيحِها ونَشْرها؛ فإنَّ
رَصيدَهُ العلميَّ ضَخْمٌ لَمْ يعثر حَتَّى الآنَ إلاَّ عَلَى القَلِيلِ منه.
قَالَ
تِلْميذُهُ الحافظُ ابْنُ عَبْد الهادي: «وكَانَ «يَعْني: الشَّيخ» يكتُبُ
الجَوابَ، فإِنْ حَضَر مَنْ يُبيِّضه وإِلاَّ أَخَذ السَّائلُ خَطَّه وذَهَب،
ويَكْتب قَوَاعدَ كثيرةً فِي فُنُونٍ من العِلْمِ فِي الأُصُول والفُرُوع والتَّفسير
وغَيْر ذَلِكَ، فإنْ وَجَد مَنْ خَطَّه وإِلاَّ لَمْ يشتهر ولَمْ يُعْرف، ورُبَّما
أَخَذَه بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَلاَ يَقْدر عَلَى نَقْله، ولا يردُّه إليه
فيَذْهَب، وكَانَ كثيرًا ما يَقُولُ: قَدْ كَتبتُ فِي كَذَا وَفِي كَذَا، ويُسْألُ
عن الشَّيء فيَقُول: قَدْ كَتبتُ فِي هَذَا، فَلاَ يَدْري أَيْنَ هُوَ! فيَلْتَفت
إِلَى أصحابِهِ ويَقُولُ: ردُّوا خَطِّي وأَظْهرُوه ليُنْقلَ، فمِنْ حِرْصِهِمْ
عَلَيْه لا يَردُّونه، ومِنْ عَجْزِهِم لا يَنْقُلُونه فيَذْهَب ولا يُعْرَف
اسمُهُ، فلهَذِهِ الأسْبَاب وغَيْرها تَعذَّر إحْصَاءُ ما كَتَبه وما صَنَّفه.
وَمَا كَفَى
هَذَا؛ لأَنَّه لمَّا حُبِسَ، تفرَّق أتباعُهُ، وَتَفرَّقت كتبُهُ وَخَوَّفوا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد