قَالَ الحَافظُ
الذَّهبيُّ: «وما أَبْعَد أن تَصَانيفَه إِلَى الآن تَبْلُغُ خَمْسمائة مُجلَّدٍ».
وقَالَ
تلميذُهُ ابْنُ عَبْدِ الهَادي: «وللشَّيخ رحمه الله من المُصنَّفات والفَتَاوى
والقَوَاعد والأَجْوبَة والرَّسَائل وغَيْر ذَلِكَ من الفَوَائد ما لاَ يَنْضَبط.
قَالَ: وَلاَ أَعْلَم أحدًا من مُتَقدِّمي الأَئمَّة وَلاَ مُتَأخِّريها جَمعَ
مثلَ ما جَمَعَ، ولا صَنَّف نحوَ ما صَنَّفَ، ولا قريبًا من ذَلِكَ، ومَعَ أنَّ
أكثرَ تَصَانيفِهِ إنَّما أمْلاَها مِنْ حِفْظِهِ، وكثيرٌ منها صَنَّفه فِي
الحَبْسِ، وليسَ عندَهُ ما يَحْتَاجُ إليه من الكُتُب؛ فَمِنْ ذَلِكَ ما جَمعَهُ
فِي تَفْسير القُرْآنِ العَظِيمِ، وما جَمَعه من أقْوَال مُفسِّري السَّلف
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الأَسَانيدَ فِي كُتُبهم، وَذَلِكَ فِي أكْثرَ من ثَلاَثينَ
مُجلَّدًا، وقَدْ بَيَّض أصحابُهُ بَعْضَ ذَلِكَ، وَكَثيرًا منه لَمْ يَكْتبوه،
وكَانَ رحمه الله يَقُول: «رُبَّما طَالَعتُ عَلَى الآيَة الواحدَة نَحْوَ مِائَةِ
تَفْسيرٍ، ثُمَّ أَسْألُ اللهَ الفَهْمَ: وأَقُول: يا مُعلِّم إبْرَاهيمَ عَلِّمني».
وَقَالَ
العَلاَّمة ابن الزملكانـي: «لقَدْ أُعْطِيَ ابن تيمية اليَد الطُّولى فِي حُسْن
التَّصْنيف، وجَوْدَة العِبَارَة والتَّرْتيب والتَّقْسيم والتَّبْيِين، وقَدْ
أَلانَ اللهُ له العُلُومَ كما أَلاَنَ لدَاودَ الحَديدَ».
قَالَ الشَّيخ
عُمَرُ البزَّار: «وأَمَّا مُؤلَّفاتُهُ ومُصنَّفاتُهُ، فَإِنَّها أكثر من أَنْ أَقْدِرَ
عَلَى إحْصَائها، بَلْ هَذَا لا يَقْدر عَلَيْه أحدٌ؛ لأَنَّها كَثيرةٌ جدًّا -
كبارًا وَصغارًا - وَهِيَ مُنْتَشرةٌ فِي البُلْدَان؛ فقَلَّ بلدٌ نَزَلته إلاَّ
وَرَأيتُ فيه من تَصَانيفِهِ، فَمنها ما يَبْلغ سَبْعَ مُجلَّداتٍ كـ «الجَمْع بين
العَقْل والنَّقْل»؛ وما يَبْلُغُ ستَّ مُجلَّداتٍ ككِتَابِ «بَيَان تَلْبيس
الجهميَّة فِي تَأْسيس بِدَعِهِم الكَلاميَّة»؛ وما يَبْلغ خَمْسَ مُجلَّداتٍ كـ «مِنْهَاج
الاسْتقَامة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد