بغَرِيبٍ، فقَدْ قُوبلَتْ دَعْوة النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم من قَبْل بأَعْظَمَ من هذا، وقيلَ عَنْه: إِنَّه ساحرٌ كَذَّابٌ،
وإِنَّه شاعرٌ مجنونٌ، إِلَى غَيْر ذَلِكَ من الأَلْقَاب السَّيِّئة الَّتِي
يُرَاد بها الصَّدُّ عن دِينِ الله، والبَقَاء عَلَى دِينِ الشِّرك الَّذِي
وَرِثُوهُ عن آبَائِهِمْ وأَجْدَادهم، فلشَيْخ الإِسْلاَم وإخوانِهِ من الدُّعَاة
إِلَى الله أُسْوةٌ بنَبيِّهم، ولهَؤُلاَءِ المُنْحرفينَ سَلفٌ من المُشْركينَ
والمُكذِّبين، وَلَكن العَاقبَة للمُتَّقين.
فَهَذِهِ
كُتُبُ شَيْخ الإِسْلاَم تأخُذُ طَريقَها إِلَى أَيْدي كُلِّ مَنْ يُريدُون الحقَّ
يَتنَافسون فِي الحُصُول عَلَيْها، والتَّنْقيب عَن المَفْقود مِنْهَا لإخْرَاجه
للنَّاس، فَعَلَيْك أيُّها المُسْلم النَّاصح لنفسِهِ الاَّ تَلْتفتَ إِلَى
أقْوَال المُرْجفينَ فِي حقِّ هَذَا العَالِمِ المُجدِّد المُجَاهد، وأَنْ تنظرَ
إِلَى أقوالِهِ هُوَ لا إِلَى ما يُقَال عَنْه لتصلَ إِلَى الحَقيقَةِ {وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا
يُوقِنُونَ﴾ [الروم: 60] .
·
منهجه فِي فتاواه
وما أمكن لأهل العلم الحصول عَلَيْه وجمعه من كتبه:
قَالَ
تِلْميذُهُ الحَافظ ابْن عَبْد الهَادي رحمه الله : «وأَمَّا فَتَاويه وَنُصُوصُهُ
وأَجْوبتُهُ عَلَى المِلَلِ فَهِيَ أكثرُ من أن تُحْصى، لَكن دُوِّن منها بمِصْرَ
عَلَى أبْوَاب الفِقْهِ سَبعةَ عَشرَ مُجلَّدًا، وهَذَا ظَاهرٌ مشهورٌ، وقَلَّ
أَنْ وَقَعتْ وَاقعةٌ وسُئِلَ عَنْها إلاَّ وأَجَابَ فيها بَديهَةً بمَا بَهَر وَاشتهرَ،
وَصَار ذَلِكَ الجَوَابُ كالمُصنَّف الَّذِي يَحْتَاج فيه غيرُهُ إِلَى زَمنٍ
طَويلٍ ومُطَالعة كُتُبٍ، وقَدْ لا يَقْدر مع ذَلِكَ عَلَى إبْرَاز مثلِهِ»، إِلَى
أنْ قَالَ: «وكَانَ يكتُبُ عَلَى السُّؤال الواحِدِ مُجلَّدًا»، وأمَّا جَوَابٌ
يَكْتب فيه خَمْسينَ وَرَقةً وسِتِّين فَكثيرًا جدًّا».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد