وصَلَواتُهُ،
وسَعَادَةُ الدُّنيا والآخِرَةِ، وبيَاضُ الوُجُوهِ. ونتيجَةُ الفُرقَةِ: عذَابُ
اللهِ، ولعْنَتُه، وسَوادُ الوُجُوهِ، وبرَاءَةُ الرَّسُولِ منهم.
وهَذَا أحدُ
الأدِلَّةِ عَلَى أَنَّ الإجْمَاعَ حُجَّةٌ قاطِعَةٌ؛ فإِنَّهم إِذَا اجتمَعُوا
كَانُوا مُطِيعينَ للهِ بذَلِكَ مَرحُومِينَ، فلا تَكُونُ طاعةُ اللهِ ورحَمُته
بفِعلِ ما لم يَأْمُرْ به منِ اعتقادٍ أو قولٍ أو عملٍ، وقَدْ بيَّنَ رحمه الله
فِي هَذِهِ القاعدَةِ: أنَّ اجتماعَ المسلمينَ إِنَّمَا يحصلُ بالعملِ بالكِتَابِ
والسُّنَّةِ ظَاهِرًا وباطِنًا. وأنَّ نتيجَةَ هَذَا الاجتماعِ حصولُ السَّعادةِ
والرَّحمَةِ فِي الدُّنيَا والآخرَةِ، وأنَّ تركَ العملِ بالكِتَابِ والسُّنَّة أو
العملِ بهما فِي الظَّاهِرِ دُونَ البَاطِنِ أو العكسِ هو سببُ الافْترَاقِ بينَ
المُسْلِمينَ ووقُوعِ العَداوَةِ بَيْنَهُم كَمَا حَصَلَ لأهلِ الكِتَابِ.
وأوردَ الشَّيْخُ حديثينِ عَنْ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحَدِيثِ المشهورِ فِي «السُّننِ» من روَايتي فقِيهَيِ الصَّحابَةِ: عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، وزيدِ بن ثَابتٍ: «ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَْمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» ([1]). وفي حديثِ أبي هُرَيْرَةَ المَحْفُوظ: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([2])، قالَ: فقَدْ جَمَعَ فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ بَيْنَ الخِصَالِ الثَّلاَثِ: إِخْلاصِ العملِ للهِ، ومُناصحَةِ أُولِي الأمرِ، ولُزومِ جماعَةِ المُسْلِمينَ. وهَذِهِ الثَّلاثُ تجمَعُ أُصولَ الدِّينِ
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2658)، وابن ماجه رقم (3056)، والدارمي رقم (234)، وأحمد رقم (13350)
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد