مُرادِه، أو يُعْلِمُهُ ما لَمْ يَكُنْ يعْلَمُ،
ومن يَرجُوهُ الرَّبّ أو يخَافه، ولهَذَا قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ
الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ» ([1]).
والشُّفعاءُ
الَّذِينَ يشفَعُونَ عندَه لا يشفَعُونَ إلاَّ بإِذْنِه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255] وقَالَ {وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾ [الأنبياء: 28] .
وهَذَا بخلافِ
المُلوكِ فإِنَّ الشَّافِعَ عِنْدَهُم قَدْ يَكُونُ له ملكٌ، وقَدْ يَكُون شَريكًا
فِي المُلْكِ، وقَدْ يَكُونُ مُظاهِرًا لهم مُعَاونًا لهم عَلَى مُلكِهِم، وهَؤُلاَءِ
يشفَعُون عندَ المُلُوكِ بغَيرِ إِذْنِهم، والمُلوكُ تُقْبَلُ شفَاعَتُهم تَارَةً
لحَاجَتِهم إِلَيْهِم، وتَارَةً لخَوْفِهم مِنْهُم، وتَارَةً لجَزَاءِ إحْسَانِهم
إلَيهِم ومُكَافَأْتِهم.
واللهُ تَعَالَى لا يَرْجُو أحدًا ولا يَخَافُه ولا يحتَاجُ إِلَى أحدٍ، بل هو الغَنِيُّ قَالَ تَعَالَى: {أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ﴾ [يونس: 66] ، والمُشرِكُون يتَّخِذُونَ شُفعَاءَ من جِنْسِ ما يَعهَدُونَه مِنَ الشَّفاعَةِ، يعني: عندَ المُلوكِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ تَعَالَى: {وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18] ، وأخبَرَ أَنَّ المُشرِكِينَ قَالُوا: {مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3] .
([1])أخرجه: البخاري رقم (6339)، ومسلم رقم (2679).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد