والَّذِي
فعلَهُ عمرُ فعَلَ مثلَهُ معاويةُ بحضرةِ من معَهُ منَ الصَّحابَةِ والتَّابعينَ.
ومِنْ
شُبَهِهِم: استدلالِهِم بحديثِ الأعمى الَّذِي جاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم وطلبَ منهُ أنْ يدعوَ لَهُ أن يرُدَّ عَلَيْه بصرَهُ، فقَالَ له النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم : «إِنْ شِئْتَ
صَبَرْتَ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ، قَالَ: فَادْعُهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ
يَتَوَضَّأَ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ويَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللهِ ِ إِنِّي
أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ ليقضيَها، اللَّهُمَّ
شَفِّعْهُ فِيَّ» ([1])، استدلُّوا بهَذَا الحَدِيثِ عَلَى جوازِ التَّوسُّلِ
بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والتَّوجُّهِ بهِ فِي قضاءِ الحاجاتِ.
وقَدْ أجابَ عنهُ الشيخُ رحمه الله بقولِهِ: هَذَا توسُّلٌ بدعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وشفَاعتِهِ، وقَدْ دعا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولهَذَا قَالَ: وشفِّعْهُ فيَّ، فسألَ اللهَ أن يقبلَ شفاعةَ رسولِهِ فِيهِ وهو دعاؤُهُ، وهَذَا الحَدِيثُ ذكرَهُ العلماءُ فِي معجزاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ودعائِهِ المستجَابِ وما أظهرَ اللهُ ببركةِ دعائِهِ لهَذَا الأعمى أعادَ اللهُ بصرَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الشَّيخُ رواياتِ الحَدِيثِ عندَ الأئمَّةِ ثُمَّ قَالَ: فإن فِي الحَدِيثِ أَنَّ الأعمى سألَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أن يدعوَ لَهُ وأَنَّه عَلَّمَ الأعمى أن يدعوَ وأمرَهُ فِي الدُّعاءِ أن يَقُولَ: «اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» ([2])، وإِنَّمَا يُدْعَى بذَلِكَ الدعاءِ إِذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم داعيًا شافعًا لَهُ بخلافِ مَنْ لَمْ يَكُنْ كذلِكَ، فهَذَا يناسِبُ شفاعتَهُ ودُعاءَه للنَّاسِ فِي محْيَاهُ فِي الدُّنيا ويومِ القيامةِ إِذَا شَفَعَ لهُمْ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد