قَالَ: أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ،
قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ
دَمُهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ثُمَّ عَمَلاَنِ هُمَا أَفْضَلُ
الأَْعْمَالِ إلاَّ مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ
عُمْرَةٌ» ([1]).
ولهَذَا يذكُرُ هَذِهِ المراتِبَ الأربعَة، فيَقُول: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ,وَ الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ» ([2])، وهَذَا مَرويٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من حدِيثِ عبدِ اللهِ بن عمرو وفضالة بن عبيدةَ وغَيرهما بإِسنَادٍ جَيِّدٍ وَهُو فِي «السُّنَنِ» وبعْضُهُ فِي «الصَّحيحين»، وقَدْ ثبتَ عنه من غَيرِ وَجْهٍ أَنَّه قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» ([3])، ومعلومٌ أنَّ مَن كَانَ مَأْمُونًا عَلَى الدِّماءِ والأموالِ كَانَ المُسلِمُونَ يسلَمُونَ من لسَانِهِ ويَدِه، ولوْلاَ سَلاَمَتُهم مِنْهُ لمَا ائْتَمَنُوه، فِي حَدِيثِ عبدِ اللهِ بن عُبيدِ بن عُمير أيضًا عن أَبيهِ عن جَدِّهِ أَنَّه قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا الإِْسْلاَمُ؟ قَالَ: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَطِيبُ الْكَلاَمِ»، قِيلَ: مَا الإِْيمَانُ؟ قَالَ: «السَّمَاحَةُ وَ الصَّبْرُ»، قِيلَ: فمَنْ أفضَلُ المُسلِمِينَ إِسْلاَمًا؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، قِيلَ: فمَنْ أفْضَلُ المُؤمِنينَ إيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»، قِيلَ: فمَا أفضَلُ الهِجْرَةِ؟ قَالَ: «مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْه»، قِيلَ: أيّ الصَّلاَةِ أفضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقُنُوتِ»، قِيلَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ مُقِلِّ»،
([1])أخرجه: أحمد رقم (17027)، ومحمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» رقم (392).