الإِسْلاَمِ، فالإحسانُ يدخُلُ فِيهِ الإيمانُ،
والإيمانُ يدخُلُ فِيهِ الإِسْلاَمُ والمُحْسِنُون أخَصُّ من المُؤمِنينَ
والمُؤْمِنُونَ أخَصُّ من المُسلِمِينَ، وهكَذَا يُقَالَ فِي الرِّسالَةِ والنُّبوَّةِ،
فالنُّبوَّةُ داخِلَةٌ فِي الرِّسَالةِ، والرِّسَالةُ أَعَمُّ من جهَةِ نفْسِهَا
وأخَصُّ من جِهَةِ أهْلِهَا فكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، ولَيسَ كُلُّ نبيٍّ رَسولاً،
فالأنبِيَاءُ أعَمُّ، والنُّبُوَّةُ نفسُها جُزءٌ من الرِّسالَةِ، فالرِّسَالةُ
تتنَاوَلُ النُّبوَّةَ وغيرها بخِلاَفِ النُّبُوَّةِ فإِنَّها لا تتنَاوَّلُ
الرِّسَالةَ.
والنَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم فسَّرَ الإِسْلاَمَ والإيمانَ بما أجابَ كَمَا يُجَابُ عَنِ
المحدُودِ بالحَدِّ، إِذَا قِيلَ: ما كَذا؟ قِيلَ: كذا وكَذَا كَمَا فِي الحَدِيثِ
الصَّحيحِ لمَّا قِيلَ: مَا الْغِيبَةُ؟ قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» ([1])، وفي الحَدِيث الآخَرِ: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» ([2])، وبطَرُ الحَقِّ: جحْدُهُ ودَفْعُه، وغمطُ النَّاسِ:
احتقَارُهُم وازْدِرَاؤُهُم.
ولكنَّ
المَقْصُودَ أنَّ قولَهُ: «بُنِيَ
الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ» ([3]) كقَوْلِهِ: الإِسْلاَمُ هو الخمسُ كَمَا ذَكَرَ فِي
حديثِ جِبرِيلَ ([4]) فإِنَّ الأمرَ مُركَّبٌ من أجْزَاءٍ تَكُونُ الهيئَةُ
اجتِمَاعِيَّة فِيهِ مبْنِيَّة عَلَى تِلْكَ الأجزَاءِ ومركَّبة منها،
فالإِسْلاَمُ مبْنِيّ عَلَى هَذِهِ الأركانِ.
وقَدْ فسَّرَ الإيمانَ فِي حدِيثِ وَفْدِ عبدِ القَيسِ ([5]) بما فسَّر به الإِسْلاَمَ هنا، لكِنَّهُ لم يَذكرْ فِيهِ الحَجَّ وهو متَّفقٌ عَلَيْه، فقال: «آمُرُكُمْ بِالإِْيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، أَتَدْرُونَ مَا الإِْيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ؟» قَالُوا: اللهُ ورسُولُه أعلَمُ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (2589).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد